التمويل الشخصي: 4 قواعد للحصول على صحة مالية جيدة

مصطلح ” التمويل الشخصي” يعني كيفية إدارة المال والتخطيط للمستقبل. قراراتك و أنشطتك المالية لها تأثير مباشر على صحتك المالية. من المهم جدا التكفير فيما يجب فعله -عموما- لتطوير عاداتنا وصحتنا المالية. سنناقش هنا أربع قواعد عامة للصحة المالية يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك المالية كيفما كانت.

اقرأ أيضا: ما هو التمويل الشخصي وما هي أهميته وكيف تبدأ ؟

1- احسب قيمة ثروتك و حدد ميزانيتك الشخصية

الفلوس تدخل، الفلوس تخرج. أغلب الناس هذا كل مايعرفون عندما يتم الحديث عن التمويل الشخصي. عوض تجاهل أوضاعك المالية وتركها للحظ، عملية حسابية بسيطة ستساعدك على تقييم صحتك المالية وتحديد كيفية الوصول إلى أهدافك المالية.

حساب صافي الثروة الشخصية

كنقطة بداية، من المهم جدا حساب صافي ثروتك، وذلك من خلال كتابة ممتلكاتك وديونك. بعد ذلك قم بخصم قيمة مجموع ديونك من قيمة مجموع ممتلكاتك، والرقم الذي ستحصل عليه هو صافي ثروتك الشخصية.

قيمة ثروتك يكشف عن وضعك المالي في تلك اللحظة، ومن العادي أن يتغير الرقم مع الوقت. حساب صافي ثروتك الشخصية مرة واحدة في العمر غير كاف، لابد أن تقوم بالحساب بصفة منتظمة(على الأقل مرة في السنة). تتبع صافي ثروتك يمكنك من تقييم تطورك المادي، والتعرف على الأمور التي تحتاج إلى تطوير.

صافي الثروة والعُمُر

صافي الثروة الشخصية يعتمد بشكل كبير على السن، فمن المعروف أن المستثمرين الشباب يكون صافي ثروتهم الشخصية قليلا أو منعدما عندما يبدؤون مسارهم المهني، ويبدأ في النمو والزيادة مع الخبر والسنوات .

تحديد الميزانية الشخصية

من المهم أيضا تحديد ميزانيتك الشخصية أو خطة الإنفاق. سواء كانت شهرية أو سنوية. تعتبر الميزانية الشخصية أداة مهمة، لأنها تساعد على تغطية النفقات، وتمنع من التبذير في الأشياء الغير المهمة، وتمنح فرصة الإدخار للأهداف المستقبلية، ووضع الأولويات لما ستصرف فيه أموالك.

هناك طرق ومقاربات كثيرة في كيفية وضع الميزانية الشخصية، كلها تدور حول محاولة التعرف على مداخيلك و نفقاتك. المداخيل والنفقات تختلف حسب الوضع المالي للشخص، ويمكن أن تتغير مع الوقت.

اقرأ أيضا: طرق تدبير النفقات ووضع الميزانية الشخصية

وضع الميزانية الشخصية مفيد فقط إذا طبقته والتزمت به. بعد وضع ميزانيتك الشخصية، راقب مداخيلك ونفقاتك، ثم عدل ميزانيتك بالاعتماد عليهما.

اقرأ أيضا: إدارة المال:7 خطوات عملية لإدارة أموالك بكفاءة

2 – احذر أسلوب الحياة المتضخم

أغلب الناس ترتفع نفقاته كلما زاد دخله، وهذه الظاهرة تعرف بالتضخم في نمط الحياة. رغم أنك تستطيع الآن تغطية مصاريفك اليومية، إلا أن نمط الحياة التضخمي يدمر الصحة المالية على المدى البعيد، لأنه يضعف قدرتك على بناء الثروة. كل دولار زائد تنفقه، يقلل احتمالية وصولك إلى الحرية المالية.

عندما تتطور حياتك المهنية والشخصية مع التقدم في العمر، فإن بعض الزيادة في النفقات يعتبر أمراً عاديا. فعندما تكبر عائلتك، ربما ستحتاج منزلا أوسع أو سيارة أكبر… وعندما تكون عندك مسؤوليات أكثر في العمل ستكون بحاجة إلى استئجار شخص للمساعدة.

عندما تدخل في المراحل المختلفة للحياة، أعد النظر في ميزانيتك الشخصية لتتناسب مع ظروف حياتك المختلفة. و عندما تهيئ لائحة المصاريف، لا تنس التمييز بين الضروريات والكماليات.

3- فرق بين الحاجيات والكماليات ورَشِّد نفقاتك

لا بد أن تكون واعيا بالفرق بين الضروريات والكماليات. الضروريات هي الأشياء التي لا يمكن العيش بدونها: مثل الطعام والمأوى والتغطية الصحية، وما يكفي من الملابس. من المهم أيضا أن تحتفظ ببعض المال للإدخار كل شهر، رغم أن هذا متوقف على تلبية الضروريات أولا.

أما الكماليات فهي الأشياء التي نريد امتلاكها لكن يمكن العيش بدونها. هذه الأشياء قد تكون جزءا من حياتنا اليومية، وهذا يجعلها تبدو وكأنها من الضروريات، مثل الاشتراك في شبكة واي فاي، أو الذهاب إلى المقهى يوميا.

هذا الخط الفاصل بين الحاجيات والضروريات يكون في بعض الأحيان غير واضح، كالسيارة مثالا. فانطلاقا من طبيعة وسائل النقل في مدينتك، يمكن تصنيفها من الضروريات أو الحاجيات.

الضروريات يجب أن تكون عندها الأولوية في ميزانيتك الشخصية. وبعد أن تلبي كل ضرورياتك، آنذاك يمكن توجيه بعض المال المتوفر نحو الكماليات. مرة أخرى، إذا تمكنت من توفير بعض المال كل أسبوع أو شهر بعد تلبية ضرورياتك، فلا تصرفه كله في الكماليات.لأن ادخار المال من الحاجيات، مثل الأكل والمأوى.

اقرأ أيضا: 5 أخطاء مالية يجب عليك تجنبها لتحقيق الحرية المالية

4- ابدأ في الإدخار مبكرا

هناك فكرة متداولة مفادها أنه ليس هناك وقت محدد للبدء في الاستثمار، لكن كلما بدأت بالإدخار أَبْكَر كان أفضل، وهذا بفضل قانون التراكم (compounding).

التراكم يقتضي إعادة استثمار الأرباح، وهذا يحقق النجاح مع الوقت. كلما كان وقت إعادة استثمار الأرباح أطول، كانت قيمة الإستثمار أكبر والأرباح أكثر.

و لشرح أهمية بدأ الادخار مبكراً، افترض أنك تريد أن تبلغ قيمة ادخارك $1،000،000 عندما يكون عمرك 60 سنة، وتتوقع أن تكون أرباح استثماراتك ٪5 كل سنة.

كلما ابتدأت مبكرا كلما كان الوصول إلى هدفك المالي أسهل.وسيكون مبلغ ادخارك الشهري أقل، والمساهمة بشكل عام أقل، لتحقيق نفس الهدف في المستقبل.

5- أنشئ صندوقا للطوارئ وحافظ عليه

صندوق الطوارئ نضع فيه الأموال المخصصة لحالات الطوارئ. الهدف من إنشاء الصندوق هو تغطية نفقات الأمور التي لا تندرج عادة في الميزانية الشخصية.وهذا يشمل النفقات الغير متوقعة مثل: إصلاح السيارة أو زيارة الطبيب… . كما يمكن الاستعانة به في تأدية النفقات العادية في حالة وقوع خلل في الدخل.

على الرغم من أن المبدأ المشهور في هذا المجال هو: توفير ما يعادل ثلاثة إلى ستة أشهر من نفقات المعيشة، إلا أن الواقع المرير الذي نعيشه يقول بأن هذا المبلغ غالبًا ما يكون أقل مما يحتاجه كثير من الناس لتغطية نفقاتهم الكثيرة، أو مواجهة خسارة في الدخل. وفي ظل الوضع الإقتصادي المتردي الذي نعيشه اليوم ، فإنه يجب على الفرد توفير ما لا يقل عن نفقات ستة أشهر من المعيشة، أو أكثر إن أمكن.

اقرأ أيضا: 6 عادات مالية جيدة للوصول إلى الاستقلال المادي

أخيرا

يمكن اعتبار قواعد التمويل الشخصي التي ذكرناها أدوات ممتازة لتحقيق النجاح المالي. ومع ذلك ، فمن المهم مراعاة الصورة الكبيرة وبناء عادات تساعدك على اتخاذ قرارات مالية أفضل ، مما يؤدي إلى صحة مالية أفضل.

Exit mobile version