أهمية الاستثمار|5 أسباب للبدء في الاستثمار الآن؟

من قال بأننا نكره العمل؟ في الحقيقة، نحن نحب العمل، ونقوم به على أية حال. وإلا فلماذا نجري ونكد ونعمل من أجل الحصول على المال. ماذا لو قلت لك: بإمكانك الحصول على المال وأنت نائم، مرتاح وتستمتع بوقتك والمال يدخل. هنا تبرز أهمية الاستثمار. نعم، كل ما عليك فعله هو البدء في الاستثمار. الاستثمار هو الذي سيضعك في أسرع رحلة نحو الثراء وتحقيق الحرية المالية.

ما هو الاستثمار؟

باختصار، الاستثمار هو أن تضع أموالك في شيء تتوقع أن يُحقق لك دخلا معينا؛ إما مال أو منفعة. عندما تستثمر، فإنك تشتري أصولا تتوقع أن تزيد قيمتها مع الوقت. وبهذا ستتضاعف ثروتك، و تُحقق الدخل السلبي الذي سيساعدك على تحقيق أهدافك المالية.

نحن غالبا ما ننظر إلى النصف الفارغ من الكأس ونغض الطرف عن النصف المملوء. وهذا ليس عدلا. حان الوقت للنظر إلى النصف المملوء من الكأس للتعرف على مزايا وإيجابيات الاستثمار، ولنبدأ ببيان الفرق بين الادخار والاستثمار.

الفرق بين الادخار والاستثمار

أكيد أنك سمعت آلآف القصص منذ صغرك، وحان الوقت لتسمع قصة أخرى.

أُعطيت بَذْرَتَان(حبة تزرع في الأرض) لطفلين صغيرين وطُلب منهما الاعتناء بهما للاستفادة منهما عندما يأتي الجفاف.

أحد الطفلين ادخر البَذْرَة ولم يستعملها، والآخر بحث عن تُربة خِصْبة وزرعها فيها. من برأيك سينجو من الجفاف.

نفس الشيء، فالادخار والاستثمار وإن كان يبدوان في الظاهر متشابهين لكنها متباينين. نعم، الادخار هو الخطوة الأولى نحو الإستثمار. لذا، عليك البدء في الاستثمار.

أغلب الناس يخلطون بين المصطلحين. لكن الادخار والإستثمار شيئان مختلفان في عالم المال.

عندما تضع المال في مكان آمن، و يسهل الحصول عليه في أي وقت، فهذا هو الادخار.

أما عندما تشتري أسهما أو سندات أوغيرها من المنتجات المالية بهدف ربح مال أكثر فهذا هو الإستثمار.

الإستثمار ليس حِكراً على الأغنياء فقط، أي واحد يريد تطوير وضعه المال والوصول إلى الحرية المالية يمكنه الاستثمار.

يبدوا أنك لم تقتنع بعد؟ سأعطيك بعض الأسباب التي ستقنعك، وستغير رأيك نحو الاستثمار.

5 أسباب تبين أهمية الاستثمار:

1- لأن عائد الاستثمار مرتفع

المخاطرة موجودة في كل مكان في هذا الوقت، حتى البنوك فيها مخاطرة؛ مع ارتفاع أعداد الذين لا يستطيعون رد ديونهم. المخاطرة هي المقابل الذي تدفعه مقابل الربح. إذا أردت ربح السباق لابد أن تركض من أجله. إذا فتوقع الربح دون المخاطرة فكرة غبية.

المهم هو أن تختار المجال الذي سيكو عائد الاستثمار فيه يتناسب مع نسبة المخاطرة.

الفوائد الربوية التي تعطيها البنوك على الأموال المودعة عندها هو ٪ 4-5 تقريبا. لكن عندما تستثمر مالك بشكل صحيح، فإن معدل عائد الاستثمار يتراوح بين ٪10 إلى ٪18. هذا المعدل يخلف بناء على مجموعة من العوامل.

2- لتحقيق أهدافك المالية

من منا لا يملك أحلام وطموحات وأهداف مالية يريد تحقيقها. والطريق الوحيد لفعل ذلك هو الولوج إلى عالم الاستثمار المالي. سواء كانت أهدافك قصيرة المدى، مثل شراء منزل أو سيارة، أو طويلة المدى مثل التقاعد المبكر أو تزويج الأبناء. يمكنك تحقيق كل هذا إذا استثمرت أموالك بالطريقة الصحيحة التي تتوافق مع أهدافك ومقدار تحملك للمخاطرة.

مثلا: لنقل أنك تريد القيام بجولة عبر العالم. لكن، لسوء الحظ، مداخيلك لا يمكنها تغطية مصاريف الرحلة. في هذه الحالة، إنشاء محفظة استثمارية متقنة ومخطط لها بشكل جيد، ستكون المفتاح السري لتحقيق رغبتك.

التقاعد، رغم أنه جزء مهم في الحياة، إلا أننا لا نهتم به، وهو أقل ما يشغلنا. الحقيقة المرة أنه في سنة 2041 ، سيتقاعد حوالي ٪ 59 من سكان الكرة الأرضية. مما يعني أنهم سيعتمدون إما على أبنائهم أو مدخراتهم.

الإستثمار الجيد سيجعلك مستقل ماديا حتى بعد التقاعد، لن تكون بحاجة لأبنائك ليصرفوا عليك. بل ستعتمد على استثماراتك. شعور جيد، أليس كذلك؟

3- التضخم

من أهم الأسباب التي تجعل الإستثمار ضروريا، هو التضخم، خصوصا في وقتنا الحالي. حسب التقديرات فإن نسبة التضخم بلغت ٪9، وفي بعض البلدان مثل بريطانيا تجاوزت عتبة ٪10. ببساطة، الخبزة الواحدة التي كنت تشتريها $1 ستكلفك الآن حوالي ب $10، والله أعلم كم ستبلغ قيمتها في المستقبل القريب. لهذا، فالفائدة الربوية التي يعطيها البنك على الأموال المدخرة، لا تساوي حتى قيمة الخسارة التي يلحقها التضخم بأموالك، وهذا ما سيجعلك مضطرا للاستثمار.

عائد الاستثمار السنوي في البورصة، يتجاوز ٪12 في المتوسط. وهذه النسبة كافية لتعويض خسارة التضخم وتنمية رأس المال.

4- المزايا الضريبية

من بين الأسباب التي تجعل الإستثمار مهما هي المزايا الضريبية التي تحصل عليها. الحكومات تمنح خصومات ضريبية لتشجيع الناس على الاستثمار.

وبهذا ستضرب عصفورين بحجر؛ لن تكون بحاجة إلى إنفاق أموالك في أداء الضرائب، و ستضاعف أموالك بطريقة شرعية وقانونية باستثمارها في المجال الذي ترغب فيه.

5- لتكون من المساهمين

الشركة الفلانية عندها فكرة رائعة، وسيكون لها تأثير في المستقبل. لكن، تنقصهم السيولة المالية لتنفيذ فكرتهم. بإمكانك إعطائهم الفرصة لتنمية وتطوير مشروعهم. وبهذا لن تملك فقط جزءا من الشركة، بل ستكون مؤهلا لأخذ الأرباح.

طرق الاستثمار

– الاستثمار في صناديق المؤشرات

تحدثنا في مقال سابق عن الاستثمار السلبي والاستثمار الإيجابي، وهذه الاستراتيجية تعتبر من الاستثمار السلبي. إذا كنت مشغولا ولاتملك ما يكفي من الوقت لتسيير استثماراتك، أو ليست لديك دراية وخبرة بهذا المجال، إذا فالاستثمار في صناديق المؤشرات هو المناسب لك. لأن كل ما ستقوم به هو وضع الفلوس في صناديق المؤشرات المتداول، أو في الأسهم.

– استثمار توزيعات الأرباح

هل تبحث عن دخل سلبي؟ كل ماعليك فعله هو وضع أموالك في صندوق استثمار مشترك أو في الأسهم،و ستُدِرُّ عليك دخلا ماليا مستقراً عن طريق توزيعات الأرباح. وهذا النوع من الدخل سيساعدك على تغطية مصاريفك اليومية.

– استثمار القيمة

استثمار القيمة هو نوع من الاستثمار يتم فيه البحث عن الأ سهم التي يمكن أن تزيد قيمتها مع الوقت، يشترى المستثمر هذه الأسهم بأقل من قيمتها الحقيقية ويبيعها عندما تزيد قيمتها مع الوقت. هذه الاستراتيجية مناسبة لمن يريد الاستثمار على المستوى البعيد.

– التحليل الفني

هل تحب قراءة المخططات والرسوم البيانية والجداول؟ إذا فهذا النوع من الاستثمار هو المناسب لك. التحليل الفني يتطلب قراءة وتحليل البيانات التاريخية، من أجل توقع تحركات السوق والفرص الاستثمارية في المستقبل.

اقرأ أيضا: كيفية فتح محفظة استثمارية: 6 خطوات للبدء

الخاتمة

ذكرنا مجموعة من العوامل والأسباب التي تبرز أهمية الاستثمار، لكن أهم عامل سيجعلك تدخل عالم الإستثمار هو “اكتساب الخبرة” . الإستثمار يعلمك كيفية التعامل مع المال بكفاءة، الإستثمار يوضح لك أهمية الادخار وسلبيات الانفاق القائم على الديون. أنا شخصيا تعلمت في الإستثمار كيف يفكر المال، وكيف يمكن من خلال بناء عادات مالية بسيطة، إحداث تغيير مالي كبير يستحيل توقعه. إذا كل ما عليك هو البدء في الادخار والاستثمار الآن من أجل تحقيق الاستقلال المادي والوصول إلى الحرية المالية.

عالم الاستثمار ممتع جدا وأسهل مما تتوقع. الكثيرون نجحوا فيه، والآخرون في طريقهم. كل ما عليك هو فتح حساب الإستثمار في البنك، والبحث عن نوع الاستثمار المناسب لك .

عبد الحميد مرادى

- مؤسس ومدير موقع 'كيف يفكر المال' - أستاذ باحث في سلك الدكتوراه - كاتب وباحث في مجال المال والأعمال المزيد »

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى