طريقة التداول في الأسهم للمبتدئين: 5 خطوات عملية للبدء

قد يبدو تداول الأسهم ساحراً و جميلا، لكن الأمر في الواقع يتطلب الكثير من العمل الشاق والبحث المكثف لتعلم طريقة التداول في الأسهم، و على الرغم من أن الأمر ليس سهلاً دائمًا، إلا أنه يمكن للمستثمرين الجدد اتخاذ عدد من الخطوات لبدء التداول في الأسهم بنجاح، بما في ذلك العثور على أسلوب يعمل على تنمية محفظتهم الاستثمارية بمرور الوقت.

إذا كنت تتطلع إلي ولوج عالم تداول الأسهم، فإن أول شيء يجب عليك مراعاته قبل البدء هو معرفة نوع التداول الذي تريد القيام به:

هل أنت مستثمر يتطلع إلى شراء الأسهم والاحتفاظ بها لسنوات عديدة؟
أم أنك تريد تداول الأسهم بشكل متكرر، ربما أسبوعيا أو حتى يوميا.
المتداولون هم الأفراد الذين يراقبون سوق الأوراق المالية من أجل الاستفادة من تحركات الأسعار القصيرة المدى وتحقيق ربح سريع نسبيًا، أما المستثمرون فيتطلعون إلى الربح من النجاح المستمر للشركة التي تقف وراء السهم على المدى الطويل.

لماذا تداول الأسهم؟

يتداول الناس الأسهم لسبب واحد: لكسب المال. ومن أجل تحقيق الربح، يحتاجون إلى تقلب الأسهم (fluctuation)، وكلما تحركت أكثر، كلما كان ذلك أفضل.

تعد الأسهم من الأصول الأكثر تقلبًا في سوق الأوراق المالية -مقارنة بفئة الأصول الرصينة كالسندات- لذا فهي توفر الكثير من الإمكانات للتحرك. يمكن للمتداولين الأذكياء كسب الكثير من المال عندما يرتفع السهم أو ينخفض.

ومع ذلك، فإن الأسهم ليست متقلبة مثل عقود الخيار ‘options’، وهذا أحد الأسباب التي جعلت عقود الخيار شائعة جدًا في التداول. فالأسهم أكثر اسقراراً؛ وهذا يعني -عكس الخيارات التي يمكن أن تفقد كل قيمتها خلال فترة قصيرة- أن الأسهم تميل إلى الاحتفاظ بالكثير من قيمتها. فحركة الأسهم كافية لتكون مربحة للتداول، ولكن ليس كثيرًا بحيث تكون مدمرة تمامًا.

اقرأ أيضا: أرباح الأسهم: شرح توزيعات الأرباح للمبتدئين

5 خطوات لبدء التداول في الأسهم

قبل أن تبدأ التداول، لابد من التفكير في سبب قيامك بالتداول والاستراتيجية التي ترغب في استخدامها. فيما يلي 5 خطوات عليك اتباعها وأخذها بعين الاعتبار لضمان بداية صحيحة في عالم التداول بالأسهم.

1- حدد نوع التداول الذي تريد القيام به

هل أنت متداول يتطلع إلى الحصول على المزيد من المال على المدى القصير؟ أم أنك مستثمر يتطلع إلى الاستفادة من ارتفاع قيمة الأسهم على المدى الطويل؟ بالطبع، يمكنك المزاوجة بين الأمرين معًا؛ الاحتفاظ بمعظم محفظتك الاستثمارية (على سبيل المثال ٪90) في الاستثمار، بينما تستخدم القليل منها للتداول.

سيحدد نوع التداول الذي تختاره ما يلي:

  • أفكارك حول الأسهم
  • فترة التعاقد النموذجية بالنسبة لك
  • الميزات التي ستحتاجها من الوسيط ‘broker’
  • التأثيرات الضريبية

من المهم أيضًا ملاحظة أن معظم المتداولين يخسرون المال، لذلك يجب أن يكون لديك فهم واضح لأهدافك وعملياتك قبل أن تبدأ. ومن ناحية أخرى، فإن المستثمرين الذين يشترون ويحتفظون بسلة متنوعة من الأسهم (مثل مؤشر: the Standard & Poor’s 500 index) قد يتمتعون بارتفاع سوق الأسهم على المدى الطويل مع الحد الأدنى من العمل كل عام.

2- حدد استراتيجيتك في التداول

إذن قررت التداول في الأسهم، فما هي الاستراتيجيات التي ستستخدمها؟

  • هل ستكون قناصا ‘scalper’ وتحاول الحصول على بضعة دولارات في كل صفقة؟
  • هل ستشتري الأسهم فقط أم ستبيعها أيضًا على المكشوف؟
  • في أي نقطة سوف تقلل الخسائر وتحقق الأرباح؟
  • هل ستقوم بالتداول المتأرجح؛ وتحاول ركوب حركة أطول أم لا ؟
  • هل ستكون متداولًا يوميًا ‘day trader’، وتتداول داخل وخارج المركز خلال يوم أو يومين؟

هذه بعض الأسئلة وغيرها كثير التي قد ترغب في طرحها على نفسك عند بدء التداول، و ستحتاج إلى العثور على الطريقة التي تناسبك وتناسب مزاجك.

قائمة الأسئلة لأولئك الذين يرغبون في التداول لوقت أقصر وأقل تنوعًا:

  • كم من الوقت تريد أن تستثمر؟ هل ستحتاج المال قريبا؟
  • ما هو مستوى المخاطرة الذي تستطيع تحمله؟
  • هل ترغب في شراء الأسهم (أكثر خطورة) أو الأموال (أقل خطورة بشكل عام)؟
  • ما هو مقدار المال الذي تريد استثماره، وما المبلغ الذي يمكنك إضافته بمرور الوقت؟

3- قم بإعداد حساب الوساطة ‘brokerage account’

يعتمد اختيار الوسيط على أسلوب التداول الخاص بك. فيما يلي بعض الميزات التي يجب مراعاتها بحسب الاستراتيجيات المتبعة في التداول.

  • المتداولون: إذا كنت ستقوم بالتداول، فيجب عليك البحث عن الوسطاء ‘brokers’ الذين يقدمون إمكانات الرسم البياني لمساعدتك في اكتشاف الفرص، أو الوسطاء المتميزين بتكاليف منخفضة، لأنه من المحتمل أن تقوم بالكثير من عمليات التداولات.
  • المستثمرون: إذا كنت ستستثمر، فمن الجيد اختيار وسيط أغلى قليلاً، لكنه يوفر المزيد من خدمات البحث، لأنك مطالب بالعثور على أفضل الاختيارات على المدى الطويل.
  • الصناديق: إذا كنت ستستثمر في الصناديق، فحاول البحث عن وسيط ‘broker’ يقدم مجموعة واسعة من صناديق الاستثمار المتداولة بدون عمولة أو صناديق الاستثمار المشتركة بدون رسوم معاملات.
  • المبتدئون: إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ستقوم فيها بفتح حساب وساطة، فحاول البحث عن وسيط ‘broker’ معروف بتقديم مستوى عالٍ من دعم العملاء. سيفيدك دعم العملاء الجيد في إرشادك خلال الأسئلة المختلفة، بالإضافة إلى حل المشكلات. يقدم بعض الوسطاء ‘brokers’ أيضًا موارد تعليمية ممتازة (مقالات ومقاطع فيديو …) على موقعهم، مما يمكنك من الاطلاع على ميزات وأدوات الوسيط بسرعة.

ستحتاج إلى أن تكون معلوماتك المالية في متناول يدك عندما تفتح حسابًا، بما في ذلك التفاصيل المصرفية الخاصة بك. سيسألك الوسيط ‘broker’ عن نطاق دخلك وأصولك الإجمالية وأسئلة شخصية أخرى.

معظم الحسابات يمكنك فتحها في غضون 15 دقيقة تقريبًا، وقد لا تضطر حتى إلى تمويل الحساب على الفور .

4- البحث عن أفكار للتداول

قبل أن تقوم بالتداول، عليك أولاً أن تعرف ما الذي تريد التداول فيه. يمكن للوساطة الجيدة’ brokerage account’ أن تساعد في ذلك، كما يمكن الاستعانة بالنشرات الإخبارية الخاصة بأسهم الاشتراكات أوحتى بعض المواقع المجانية.

قد يقدم لك الوسيط ‘broker’ أفكارًا، أو قد يتعين عليك إجراء بحث خاص بك للعثور على أفكار مثيرة للاهتمام. وهذا يعني تحليل الكثير من حالات الأسهم، على سبيل المثال، الأسهم عند أعلى مستوياتها أو أدنى مستوياتها خلال 52 أسبوعًا، للتأكد من أنها ستستمر في نفس الاتجاه.

يجب أن يدعم الوسيط الخاص بك أسلوبك في التداول من خلال إمكانيات الرسم البياني والدراسات الفنية الأخرى.

إذا كنت مستثمرًا، فقد يقدم لك الوسيط أيضًا أبحاثًا، مثل التقارير حول أعمال الشركة وآفاقها المستقبلية. ولكن يمكنك أيضًا اللجوء إلى أبحاث الجهات الخارجية، والتي يتمتع بعضها بسجل حافل ممتاز. ستحتاج إلى تطوير أفكار استثمارية بنفسك، على الرغم من أن الوسيط ‘broker’ قد يقدم بعض الأفكار لبدء البحث عن قيمة الأسهم.

سواء كنت متداولا أو مستثمراً، فأنت بحاجة أيضًا إلى التفكير في الوقت المناسب لبيع مركز ما. بالنسبة للمتداولين، غالبًا ما تقوم بالبيع عندما يصل السهم إلى سعر معين، إما ربحا أو خسارة. و قد يكون هذا هو الحال أيضًا مع المستثمرين، رغم أنهم قد يحتفظون بالأسهم لفترة طويلة، و يستثمرون في الأسهم العالية القيمة لعقود من الزمن دون أي نية للبيع على الإطلاق.

5- بدأ التداول

حان الوقت لبدء التداول. تأكد من معرفتك بأنواع الطلب الأساسية الخاصة بك. رغم من أن معظم الوسطاء لديهم خيارات أكثر تعقيدًا من هذين الخيارين فقط:

  • طلب السوق: يتم تنفيذ طلب السوق بأفضل سعر في وقت تقديم الطلب. أي أنك إذا قمت بوضع طلب السوق لشراء سهم ما، فسوف تشتريه بأقل سعر موجود حاليًا. أما إذا قمت بوضع طلب السوق لبيع سهم ما، فسوف تبيعه بأعلى سعر موجود.
  • طلب محدد: يُمكنك الطلب المحدد من تحديد السعر الذي تريد الحصول عليه في التداول. و إذا تمكن الوسيط من الحصول على هذا السعر أو أفضل منه – سعر أعلى للبيع أو سعر أقل للشراء – فسيتم تنفيذ الصفقة.

أخيرًا، بمجرد امتلاكك للسهم، لا بد أن تراقب بعناية متى تريد البيع، إلا إذا كنت تخطط للاحتفاظ بالسهم لسنوات (الاستثمار).

كيف تحمي محفظتك الاستثمارية

من الصعب النجاح في التداول، لأن أغلب الاستراتيجيات تؤدي للفشل. هذه بعض النصائح المهمة التي ستحميك من خسارة محفظتك الاستثمارية، سواء كنت تقوم بالتداول أو الاستثمار.

1- إدارة المخاطر

يجب على المتداولين أن يعرفوا كيفية إدارة المخاطر حتى لا يخسروا كل أموالهم عندما يقومون بتداول سيئ. ولهذا فإن من أهم قواعد التداول تقليل الخسائر قبل أن تتحول إلى خسائر كبيرة و كارثية. فعلى سبيل المثال لن تتعرض لخسارة فادحة إذا كنت تبيع دائمًا عندما تنخفض أسعارك بنسبة 3 بالمائة.

قد تتعرض للعديد من الخسائر الصغيرة من أجل منع تلك الخسارة الفادحة. لكن من الناحية النفسية، من الصعب تحمل الخسارة – حتى ولو كانت صغيرة -، لذا فإن إدارة المخاطر هي أهم مهارة يمكن أن يتمتع بها المتداول.

2- التنويع

التنويع هو شكل آخر من أشكال إدارة المخاطر، وله القدرة على زيادة إجمالي عوائدك أيضًا. سواء كنت متداولًا أو مستثمرًا، فمن المهم ألا تضع كل أموالك في استثمار واحد أو عدد قليل من الاستثمارات.

من خلال تنويع استثماراتك – 10 أو 20 أو أكثر – فإنك تقلل بشكل كبير من فرصة أن يؤدي مركز واحد إلى الإضرار بمحفظتك. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التنويع على تسهيل عوائدك بمرور الوقت مقابل عدد قليل من الأسهم (المتقلبة) التي تحدد عوائدك.

3- ابتعد عن المحتالين

عندما تبدأ في التداول أو الاستثمار، عليك أن تكون حذرًا من الباعة الذين يغرونك بعائدات سريعة. غالبًا ما ينشر هؤلاء المحتالون معلومات عن بعض الأسهم الغير المعروفة عبر الإنترنت، على أمل جذب المتداولين المبتدئين. لسوء الحظ، فإن الهدف من هذه العملية هو رفع سعر السهم مع موجة سريعة من الضجيج يتبعها قيام المحترفين ببيع السهم للاستفادة من الفترة السابقة. ولهذا السبب يُطلق عليها مخططات “pump-and-dump”.

التداول عمل شاق، ولا أحد يعرف على وجه اليقين كيف سيكون أداء السهم. لكن يمكن للمتداولين تسهيل الأمر على أنفسهم من خلال شراء وبيع أسهم الشركات القانونية فقط.

4- مارس التداول الافتراضي

أغلب الوسطاء يسمحون بالتداول الافتراضي أو باستخدام “النقود الورقية”، حتى تتمكن من اختبار مهاراتك وتحسينها قبل الدخول إلى السوق بأموال حقيقية. يمكنك تسجيل الدخول إلى حساب الوساطة والتداول كما تفعل عادةً، دون خسائر أو تكبد أي عقوبات على أي خطأ.

حاول تتبع أدائك أثناء التداول الافتراضي؛ بحيث يكون لديك مقياس دقيق لكيفية أدائك في الواقع، وليس الاعتماد فقط على انطباعك الشخصي. هل كسبت أو خسرت أموالاً في معاملاتك؟ كيف كانت ردة فعلك؟ ولا تنس أنك ربما ستتداول بشكل مختلف كثيرًا عندما تكون أموالك الحقيقية – وعواطفك – على المحك.

اقرأ أيضا: كيف تصبح مليونير| 6 خطوات لتصبح مليونيراً في الثلاثينات من عمرك

اقرأ أيضا: كيفية الاستثمار في العملات الرقمية

اقرأ أيضا: شرح منصة ايتورو 2024 | الإيجابيات – السلبيات – الأمان

أخيراً

قد يبدو الأمر مربكًا في البداية عندما تتعلم طريقة التداول في الأسهم والاستثمار لأول مرة، لكن الخطوة الأصعب هي البدء. ثم بعد ذلك ستتمكن من العثور على نمط التداول الذي يناسبك وترتاح إليه.

بالنسبة للذين يرغبون في الاستثمار على المدى الطويل وبذل جهد أقل في استثماراتهم، فيمكنهم ممارسة الاستثمار في الشراء والاحتفاظ. أما أولئك الذين يبيعون ويشترون باستمرار فيمكن أن يصبحوا متداولين. أحد الأشياء الجميلة في سوق الأوراق المالية هو أنه يمكنك اختيار نمط التداول الذي يناسبك، والعديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تكون ناجحة.

عبد الحميد مرادى

- مؤسس ومدير موقع 'كيف يفكر المال' - أستاذ باحث في سلك الدكتوراه - كاتب وباحث في مجال المال والأعمال المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى