سنتحدث في هذا المقال عن مهارة حل المشكلات، والنظر إليها كفرص ومشاريع مربحة.
أغلب المستثمرين عندهم مهارة التعرف على المشكلات، لكن القليلين منهم فقط يمتلكون مهارة حل المشكلات، وتحويلها إلى فرص سانحة ومربحة. وهذا في الغالب ليس لأن الشخص سلبي أو شيء من هذا القبيل، وإنما لأن عقولنا مبرمجة هكذا. ولحماينا، فإنها دائمة البحث عن التهديدات والمشاكل والصعوبات التي علينا تجنبها أو تجاوزها. هكذا خلقنا الله عز وجل.
نظريا، هذا لا يشكل أية خطورة ، لكن في الواقع (خصوصا واقع المستمرين ورجال الأعمال) هذه الطريقة في مقاربة الحياة يمكن أن تعمينا عن الفرص المتاحة أمامنا. فيما يلي: 6 خطوات عملية لتحويل مشاكلك إلى فرص للنجاح، كما أنها ستجعلك أكثر صبراً ومثابرةً لتحقيق أهدافك.
1- إعرف عدوك أولا
عندما يواجهنا مشكل ما، فإننا غالبا ما نغرق في تفاصيله.مما يَمْنَعُنا من التعرف على حقيقته. قبل محاولة حل مشكل ما، أعط لنفسك الوقت والمساحة للتعرف على حقيقة المشكل، وذلك بالنظر إليه بطريقة موضوعية وإزالة العاطفة والأفكار المسبقة. أكيد هذا سيكون صعبا بالنسبة للبعض، لكنه مهم جدا وضروري قبل البدأ في البحث عن الحل. الكثير من رجال الأعمال يقاربون مشاكلهم وهم مثقلون بالعواطف والأفكار المسبقة مما يضطرهم في الأخير إلى تجميد مشاريعهم أو تركها أو في أحسن الأحوال اعتماد الحلول الغير فعالة والأفكار الغير متوافقة.
قبل النزول إلى ساحة الحرب، لابد من معرفة العدو واختار الأسلحة المناسبة، وإلا ستخسر، ليس لأنك غير كفء أو عديم الخبرة والمهارة، بل لأنك تخوض المعركة الخطأ بالأسلحة الخطأ.
إسأل نفسك: ماهي حقيقة هذا المشكل الذي أواجهه؟ ما هي الخطورة الحقيقية التي يشكلها هذا المشكل؟ هل يمكن إيجاد حل للمشكل الآن ، أم أنني بحاجة لتخصيص المزيد من الوقت والمساحة للتعرف عليه أكثر والتفكير في الحلول الممكنة ؟
2. حاول مقاربة المشكل من وجهات نظر مختلفة
تبدوا واضحة، أليس كذلك؟ لكنها صعبة التطبيق. ثاني خطوة في مهارة حل المشكلات و تحويلها إلى فرصة للنجاح هي تغيير نظرتك لها، فعوض الغرق في المشكل، و تركيز كل طاقتك في استيعاب حقيقته، افرض على نفسك النظر إلى المشكل من زاوية مختلفة.
على سبيل المثال، لو أن زبونا من زبنائك الأوفياء لم يعد يتعامل معك، هل هذا يعني أنك لن تحقق أهدافك المالية الشهرية أو السنوية؟ طبعا،لا. ماذا لو نظرت إلى المسألة كفرصة لرفع أسعارك أو طرح ذلك العرض الجديد الذي استغرق عليك تفكير في الشهور القليلة الماضية؟ ماذا لو كان تراجع ذلك العميل في ذلك الوقت نعمة، لأنه كان سيتسبب لك في مشكل قد تعاني من آثاره لشهور أو سنوات.
تحويل العوائق والمشكلات إلى فرص للنجاح يبدأ بتغيير طريقة نظرك إليها، لأن ما تركز فيه، هو الذي ينمو ويكبر، فإذا ركزت على المشاكل، فإنها ستنمو دون وعي، والعكس صحيح. المفتاح هو تدريب عقلك على التفكير الإيجابي والبحث عن الحلول.
إقرأ أيضا: إنشاء مشروع ليس هو الحل السحري لمشاكلك المالية
3. أزل كلمة الفشل من قاموسك
إذا لم تكن تؤمن بالفشل، فإن تصورك للمشاكل اليومية سيتغير تدريجيا. عليك أن تعتقد جازما بأنه لا مجال للفشل. هناك دائما دروس لتتعلمها في كل محاولة، هذا كل ما في الأمر. الفشل لا يمكن أن يكون خيارا في الحياة إلا إذا جعلته كذلك.
عندما تكون عندك قابلية التعلم والاستفادة من دروس الحياة فمن المستحيل أن تفشل، لأن العقبات والعوائق ستتذلل أمامك وتصبح فرصا سانحة للتعلم لا مثبطات تثنيك عن الاستمرار .في المرة القادمة، عندما يعترضك عائق أو مشكل ما، وأصبحت متخوفا من الفشل، ببساطة،إسأل نفسك: ما ذا كنت ستفعله لو لم يعترض طريقك ذلك العائق؟ أكيد، ستجد نفسك تتحرك بسرعة نحو الأمام بكل ثقة وبدون خوف.
4. ركز على ما يمكنك فعله لا على ما لا يمكنك فعله
هذه هي الخطوة التالية في مهارة حل المشكلات، وهي تمرين ذهنك على المرونة والقدرة على تجاوز العقبات وحل المشكلات. ليس من الصدفة كون أغلب المستثمرين ورجال الأعمال الناجحين يمتلكون القدرة على تحديد المشكل ومعرفة طبيعته ثم حله بسرعة وفعالية.
عوض التركيز على الأمور الخارجة عن قدرتك وإرادتك، حاول أولا التعامل مع الأمور التي يمكن حلها وتجاوزها. خذ ورقتةً ودون فيها الأشياء التي يمكنك التحكم فيها وتطويرها والاستفادة منها. ستتفاجئ من كمية الفرص التي ستعرض عليك نفسها ولم تخطر على بالك من قبل. وهكذا ستشعر بثقة تغمرك، و بقدرتك على تحويل المصاعب والعقبات إلى فرص للنجاح.
5. استرجع قِواك
آخر خطوة في مهارة حل المشكلات هي العودة بالذاكرة إلى الوقت الذي قررت فيه بدأ مشروعك، في الحقيقة، لا أعرف لماذا ننسى أو نتناسى أننا من قام بأصعب مرحلة، وهي بدء المشروع وإطلاقه، ننسى بأننا كنا نمتلك تلك القوة العارمة التي مكنتنا من إطلاق المشروع أو تطويريه. تذكر هذا كاف أن يبعث فينا القوة للنهوض ومواصلة السير لتجاوز العقبات .
6. الزبون أولا وأخيراً
إذا أخبرك كوتش أو صديق بأن من المهم عند التخطيط لمشروع وضع مصلحة الزبون فوق أي اعتبار فهو محق. المشاريع التي تعتمد مقاربة الزبون أولا غالبا ماتضمن نجاحها وتصمد في السوق سنين طويلة.
إذاً كمستثمر، عندما يواجهك مشكل في المرة القادمة، حاول التفكير في الحلول التي تأخذ الزبون بعين الاعتبار وليس الحلول التي تخدم مصلحتك وحدك. جعل المصلحة الفضلى للزبون، يساعد على ضمان تجربة جيدة وماتعة لزبنائك، وبهذا ستكسب وُدَّهُم وثقتهم. مما سيساعدك على التغلب على الصعوبات والعوائق التي قد تعترضك.
أخيرا
مواجهة المشاكل والتعامل معها أمر لا مفر منه، وبالتالي فإتقان مهارة حل المشكلات أمر لابد منه. الوصول إلى النجاح لا يعني التخلص من المشاكل، وإما التعامل معها بشكل مختلف. المشاكل والعقبات لاتنتهي ويعاني منها الجميع، والذي يصنع الفرق هو: كيفية التعامل تلك المشاكل.