تعتبر صناديق الاستثمار من أشهر الطرق وأفضلها للحصول على الدخل السلبي، و للاستثمار في هذه الصناديق، لابد من معرفتها، ومن ماذا تتكون، وما هو نوع الصندوق المناسب لكل مستثمر؟
ما هي صناديق الاستثمار؟
صناديق الاستثمار: هي منتجات استثمارية هدفها الأساسي هو جمع رؤوس أموال المستثمرين واستثمارها من خلال محفظة تضم أدوات مالية مثل الأسهم أو السندات أو غيرها من الأوراق المالية.
صناديق الاستثمار تلعب دورا مهما في تسهيل عملية الادخار الشخصي، إما من أجل استثمار أكبر أو من أجل التقاعد. وتبرز أهميتها أيضا في توفير مدخرات الأشخاص أو المؤسسات كقروض للشركات أو المشاريع التي تساهم في التنمية وتوفير فرص الشغل.
كيف استثمر في صناديق الاستثمار؟
الاستثمار في الصناديق يتدخل فيه مجموعة من الأطراف.
الأول هو المستثمر (ويسمى أيضا “حامل الوحدة” أو “حامل السهم”).
الطرف الثاني: الشركة المسيرة، هذه الشركة تزود المستثمرين بالخدمات الاستشارية، كما أنها تستثمر أموالهم في الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات… من خلال محفظة الاستثمار. يمكن للشركة المسيرة توفير مجموعة من الصناديق التمويلية بخصائص وشروط معينة.
الطرف الآخر والأخير: مؤسسة الإيداع، وهي التي تودع عندها أموال المستثمرين، كما أنها تراقب تصرفات الشركة المسيرة نيابة عن المستثمرين.
قيمة الصناديق الاستثمارية، تعتمد على الأصول المالية المستثمر فيها، بالأموال المودعة من طرف المستثمرين.
كيف تعمل صناديق الاستثمار؟
ذكرنا بأن الأطراف الفاعلة في صناديق الاستثمار هي: المستثمر والشركة المسيرة ومؤسسة الإيداع. المستثمرون يجب عليهم أولا امتلاك الوحدات في صندوق الاستثمار الذي اختاروه. ثمن الوحدة يتحدد “بصافي أصول” الصندوق.
كيف يتم حسابه؟ من خلال قسمة مجموع الأسهم أو الوحدات على المستثمرين. بإمكان المستثمرين بيع الوحدات أو الأسهم التي يمتلكونها في أي وقت يريدون، قيمة أسهم الصندوق قد ترتفع وقد تنخفض.
الشركة المسيرة تدير استثمارات الصندوق. وظيفتها هي البحث عن أفضل الفرص والمنتجات المالية، لأموال المستثمرين، وقد تمنح المستثمرين مجموعة من الصناديق التمويلية نسبة المخاطرة والعائد فيها مختلف.
أرباح صناديق الاستثمار تعتمد على العائد من الأصول المُسْتثمر فيها.
اقرأ أيضا: الاستثمار المالي للمبتدئين
أنواع صناديق الاستثمار
إذا عرفت الفرق بين مختلف صناديق الاستثمار، سيسهل عليك التعرف على إيجابيات ومخاطر كل صندوق، وبالتالي اتخاذ القرار في أي صندوق ستستثمر بناء على ملفك وأهدافك .
صناديق الاستثمار يمكن أن تصنف حسب اعتبارات متعددة. أحد تلك الاعتبارات طريقة الاستثمار؛ يعني المجال الذي يستثمر فيه الصندوق رؤوس الأموال، والمخاطر التي يمكن أن تلحق المستثمرين:
الصناديق النقدية (Monetary funds)
هذا النوع من الصناديق الاستثمارية يعمل في سوق النقد، حيث يتم الاتجار في المال وغير من الأصول، مثل المعاملات الائتمانية والقروض و الفواتير التجارية وديون الدول.
نسبة المخاطرة في هذا الصندوق منخفضة والسيولة النقدية مرتفعة. و المدة الزمنية للمحافظ هي ستة أشهر أو أقل في المتوسط.
الصناديق ذات العائد الثابت (Fixed-income funds)
تستثمر هذه الصناديق عادة في الأصول ذات العائد الثابت، مثل السندات المضمونة والغير المضمونة أو السندات الإذنية أو السندات الحكومية… . الفترة الزمنية لهذه الصناديق تختلف باختلاف مدة الاستثمار.
أرباح الصناديق ذات العائد الثابت مرتبط بالتغيرات في معدل الفائدة. و كلما كان تاريخ الاستحقاق أقصر، كانت المخاطرة أقل والعائد أضعف.
صنايق الاسهم (Equity funds)
هذه الصناديق تستثمر أغلب رؤوس أموالها (٪ 75 على الأقل) في الأسهم. الأسواق المالية توفر أعدادا كبيرة من هذا النوع من الصناديق بناء على موقعك الجغرافي والمجال الذي تستثمر فيه.
صناديق الأسهم تتنوع إلى أنواع كثيرة، بناء على:
- السوق الاستثمارية الذي تعمل فيه: (الولايات المتحدة، أوروبا، دول شرق آسيا…)
- المجال أو القطاع: ( الطاقة، الاتصالات، التكنولوجية…)
وغير هذا من الخصائص المحددة للسوق المالية التي تستثمر فيها.
العائد أو الربح في صناديق الأسهم أعلى، والمخاطرة فيها أكبر، مقارنة بالصناديق ذات العائد الثابت.
وهناك نوع آخر، يُسمى بالصناديق المختلطة (Mixed funds)، ويتكون من صندوق العائد الثابت و صندوق الأسهم.
الصناديق العالمية (Global funds)
الصناديق العالمية تسمح لك بالاستثمار في العديد من الأصول دون التقيد بنسبة مئوية محددة مسبقا. هذا النوع من الصناديق الاستثمارية لا يتقيد بسياسة معينة في الاستثمار، ولا يمكن تصنيفه تحت أي نوع من الصناديق السابقة. فهو لا يتقيد بنسبة معينة للاستثمار في الأصول ذات العائد الثابت أو في الأسهم كما أن بإمكانه الاستثمار في جميع أنحاء العالم. و كنتيجة لهذا، فنسبة المخاطرة فيه عالية.
الصناديق ذات العائد المطلق (Absolute return funds)
هذه الصناديق تضع الأهداف وتعمل على تحقيقها دون أية ضمانات، للحصول على عائد معين في فترة محددة، مع تحديد مسبق لنسبة المخاطرة المحتملة.
الصناديق المضمونة كليا أو جزئيا: الصناديق التي تضمن استرجاع ٪100 أو أقل من رؤوس الأموال المستثمرة عند الاستحقاق، يمكن تقسيمها إلي: الصناديق ذات العائد الثابت المضمونة و صناديق الأسهم المضمونة.
الصناديق الاستثمارية الأخرى
بالإضافة إلى ما ذكرناه، هناك أنواع أخرى من الصناديق الاستثمارية الغير منضبطة؛ إما لوضعها القانوني أو السيولة النقدية أو طبيعة الأصول التي تستثمر فيها أو استراتيجيتها في الاستثمار. كما أن بعض القواعد والقوانين التي تضبط الصناديق الاستثمارية التي تحدثنا عنها لاتسري عليها. وكنتيجة لهذا، نسبة المخاطرة فيها عالية. وهذا يشمل صناديق النقد المتداولة (Exchange-Traded Funds – ETFs) و صناديق التحوط (hedge funds) و الصندوق الرئيسي أو صندوق الصناديق (Fund of Funds) والصناديق العقارية(real estate funds).
اقرأ أيضا: 5 أسباب: لماذا عليك البدء في الاستثمار الآن؟
أفضل الصناديق الاستثمارية
قبل اختيارك لصندوق الاستثمار، لابد من إعطاء الوقت الكافي للبحث واستفسار أهل الخبرة ليكون اختيارك صائبا، فمن المهم أن تتعرف على نسبة المخاطرة والتكلفة وغيرها من الأمور المهمة قبل الانخراط في أي صندوق استثمار.
يمكنك الاستعانة بمحاكي صندوق الاستثمار، يقوم المحاكي بحساب مقدار المال الذي عليك استثماره للحصول على عائد معين، بالإضافة إلى اختبار الملائمة من الشركة المسيرة للتأكد من أن صندوق الاستثمار يتلاءم مع ملفك كمستثمر.
يجب علينا كمستثمرين الأخذ بعين الاعتبار وضعنا المادي وأهدافنا و مدى قدرتنا على تحمل المخاطرة لتكون استثماراتنا مناسبة لظروفنا المادية.
أهم عامل هو مدة الاستثمار. كل صندوق استثمار له شروط الضمان، ومدة الاستثمار والسوق التي يستثمر فيها. ويجب على المستثمرين أن يستثمروا في حدود إمكاناتهم.
وهناك عوامل أخرى مثل استرداد رأس المال و التكاليف ومدة الإدارة و معدل العائد.